بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (الأحقاف: 10) كذلك قال تعالى: {أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ} (الشعراء: 197) ...
وأشارت إليه السنة في حديث عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في التوراة قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفاته من القرآن: "يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وحرزًا للأميين أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخاب بالأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة؛ ولكن يجزي بالسيئة الحسنة، ويعفو ويغفر، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء؛ فأفتح به أعينًا عميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبا غلفًا بأن يقولوا: لا إله إلا الله".
مما يشهد بوجود صفة النبي -صلى الله عليه وسلم- في التوراة: ما أخرجه الإمام أحمد عن أبي صخر العقيلي، قال: "حدثني رجل من الأعراب، فقال: جلبت جلوبة إلى المدينة في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلما فرغت من بيعي قلت: لألقين هذا الرجل؛ فلأسمعن منه؛ قال: فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشيان، فتبعتهم؛ حتى إذا أتوا على رجل من اليهود وقد نشر التوراة يقرؤها يعزي بها نفسه عن ابن له في الموت كأجمل الفتيان وأحسنهم، فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((أشهدك بالذي أنزل التوراة؛ هل تجد في كتابك هذا صفتي ومخرجي؟)) فقال برأسه هكذا -أي لا- فقال ابنه: أي والذي أنزل التوراة، إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك؛ وإني أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله؛ فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((أقيموا اليهودي عن أخيكم))، ثم تولى كفنه والصلاة عليه".