مزدوجتان: جريمة زنا من نبي، أعقبتها جريمة قتل مستور لئيم؛ "ولذا غضب الرب على داود وقبح فعله في عيني الرب"، مع أن التوراة نفسها هي التي تشهد لداود بأحسن الشهادات، وفي نفس السفر الذي ذكرت فيه هذه القصة قالت -على لسان داود-: يكافئني الرب حسب بري، حسب طهارة يدي، يرد عليَّ؛ لأني حفظت طرق الرب ولم أعصِ إلهي؛ لأن جميع أحكامي أمامي وفرائضه لا أحيد عنها وأكون كاملًا لديه، وأتحفظ من إثمي. سفر صموئيل الثاني الإصحاح 22 الفقرة 21: 24.
فهل الزنا من أعمال البر؟! وهل تأتي طهارة اليدين مع القتل؟! وهل من اتباع وصايا الله والمحافظة على شريعته، وعدم الحياد عنها أن يزني الإنسان ويسفك الدم؟! ...
هذا؛ وفي التوراة الحالية نصوص أخرى كثيرة فيها تطاول على الأنبياء والرسل، وإهمال أعظم ما في حياتهم من الرسالة والدعوة فضلًا عن اتهامهم بأفظع التهم وأقبح الأعمال التي تتعارض مع العصمة، ومع الخلق الكريم.
ولئن كان هذا موقف اليهود مع الأنبياء عامة -كما ذكرته التوراة- فكذلك موقفهم مع النبي محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي جاء ذكره في التوراة أكثر من مرة في أكثر من موضع على الرغم مما أصابها من التحريف؛ ومع ذلك فقد أنكره اليهود وكذبوه، وقد قال الله -عز وجل- عنهم: {الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ * الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ} (البقرة: 146، 147) وقال عنهم: {قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَكَفَرْتُمْ