تعاقب القرون والأجيال حتى صار كأنه سليقة مكتسبة تنتقل مع حاملات الوراثة إلى دماء الأخلاف من الأسلاف، فالمشكلة اليهودية ترجع ابتداء وانتهاء إلى نوعية الشخصية اليهودية ذاتها، وما درجت عليه من بغضاء وإيذاء، وما تعلموه من التلمود والبروتوكولات؛ ولذا كانت جناية الجنايات في التربية اليهودية جعلهم ذلك كله دينًا، وعقائد، وشعائر وشرائع ينسبونها بزعمهم إلى الوحي الإلهي؛ فتضفي ستارًا من القداسة الدينية على هذه الأخلاق الدنيئة، وتعطيها حوافز الإلزام، والاحترام لدى الأجيال اليهودية.
ولقد أمعن أحبارهم في اختلاق القصص والتعاليم التي تؤجج سعارها وضراوتها كلما ونت في الصدور، أو خمدت جذوتها بتتابع العصور؛ وبذلك استقرت واستمرت، وتشابهت فيها قلوب الأولين والآخرين هذا الحقد اليهودي موجه إلى الناس جميعًا من قديم، ولم يفلت منه أمة قط، بل إنهم ليمدونه إلى عالم الغيب بعد أن ضاقت عنهم الأحياء والأشياء في عالم الشهادة، وهذه حقيقة تاريخية معروفة ومؤكدة، ولم يجلها على نطاق واسع إلا القرآن العظيم الذي فصل أمرها وردها إلى جذورها ومنابعها العفنة كشف مداخلها ومخارجها حيث تحدث عن النفسية اليهودية، وساق للناس دلائلها من واقع التاريخ اليهودي الذي كان قد طمس، وجهل وجهلت حقائقه، وحوادثه، وما وراءها من بواعث وأهداف.
إن اليهود اعوجت نفوسهم، فأبت إلا أن تحول حياة البشر إلى جحيم، وتسعى لكي تضع نفسها في القمة فوق بني آدم، ولو على جماجم البشر وأشلائهم