يقارع التيار القرآني في أوساط الشباب، وطوال العقود الماضية دوخت منطقة مصر خاصة، والمنطقة العربية عن عمد، وإصرار.
وضربت ألوان من الزيغ الاعتقادي، والزيف الفكري، والتهريج الدعائي حتى لا تهتدي إلى طريقها الأصيل، ولا ترد القضية إلى إطارها الإسلامي المتفرد، وبينما كانت الأسفار، والإصحاحات على بطلانها تتلى في الشاطئ الآخر، ويتربى عليها إخوان القردة، والخنازير من اليهود كان الإسلام العظيم يعزل عن عمد، وينحى عن الساحة في ضراوة، ويطارد في الفكر والواقع كأنه وباء عاصف؛ ولذلك جاء حجم الهزيمة هائلًا رهيبًا مخزيًا، كما كان في نكسة، أو هزيمة سبع وستين، ولكنه كان أبلغ دليل على أن الإسلام ضرورة حياة ومصير، ووجود لهذه الأمة إن أرادت الحياة، فضلًا عن كونه دين الله ومنهاجه لعباده.
إن التعصب والحقد لهو دين اليهودية؛ لأن اليهود أمة تحمل في أعماقها خصائص نفسية بالغة التعقيد، وتنطوي على أخلاق غاية في العوج والالتواء؛ ولذلك تموج صدورهم بحقدٍ طافحٍ على الناس جميعًا، وتتأجج جوانبهم دائمًا بوحر هذا الغل المحتدم؛ فيسعون في الأرض فسادًا، ولا يرون لأنفسهم راحة وسعادة إلا على أنقاض الآخرين، ولا يستريحون إلا بالدس والكيد، والتآمر والبغي، والتخريب والانتقام، وإنه لأمر عجاب أن توجد أمة من البشر على هذا النمط في سلسلة واحدة عبر الأزمنة والأمكنة، وتتأصل في أجيالها جميعًا كل خلائق السوء إلى هذا الحد الرهيب.
ويكاد العقل ينكر هذا للوهلة الأولى، ولا يصدق استمرار هذا السعار النفسي في الجيل بعد الجيل على امتداد أكثر من ثلاثة آلاف سنة، ولكن هذا فعلا هو واقع اليهود وديدنهم بل هو دينهم الذي صنعوه لأنفسهم وأشربته قلوبهم على