وفصل الخطاب في الجواب: أن كلًّا منهما تجسيد لصاحبه في واقع الأمر، فالتلمود تجسيد مكتوب لأخبث ما في النفسية اليهودية من سخائم الضلال واليهودي التلمودي هو تجسيد حي لهذه الشناعات المكتوبة، والمنسوبة للوحي زورًا وبهتانًا، وإذا كانت ضلالة السامري قد تغلغلت فيهم رغم وجود دوافعها وموانعها؛ فإن ضلالات التلمود، وجدت الطريق ممهدًا فتمكنت أولًا؛ لأنها وضعت في عصور الشتات، والقوم سماعون للكذب، وخاصة إذا صدر من أحبار السوء.
ثانيًا: لأنها جاءت بعد انقطاع النبوة من بني إسرائيل، وتحويلها عنهم لما كفروا بآخر أنبيائهم؛ وقالوا عنه وفي أمه بهتانًا عظيمًا.
ثالثًا: لتوافقها التام مع ظلمات نفسية اليهودية الضالة، ومن هنا نفهم كيف امتزجت هذه التعاليم بالكيان اليهودي، وسرت فيه مسرى الدماء في الخلايا؛ ولهذا آمنت الجمهرة الكبرى من اليهود بهذه التعاليم الفاحشة، وقدستها وأطاعتها عن رضا، وفضلوها على التوراة، والتزموا بها فوق التزامهم بسائر ما لديهم من وصايا وأسفار، ولا يزالون كذلك إلى يومنا هذا، وهم أصحاب الكلمة والسلطان في اليهود جميعًا، ومن يعارض التلمود منهم على قلته يعدونه ضالًا، ولا تأثير له ألبتة.
التلمود الذي صنع النفسية اليهودية، والذي أباح الجرائم التي عليها اليهود في كل عصر ومصر إن الذي يقرأ التلمود يدرك جليًّا، لماذا اليهود على تلك الشاكلة؟ ليست فقط تعاليم التوراة المحرفة، والتي سبق الكلام عنها، وهذه تعاليم التلمود على نحو ما ذكرت لك مختصرًا منها أوجدت من اليهود نوعًا من البشر غريب الشكل على مدى التاريخ؛ فلقد عرف التاريخ في بني إسرائيل شر الجماعات التي تصلح أن تكون موضعًا لدراسة الآفات الإنسانية لمن شاء أن يدرس ويفكر ويعتبر.