ومن هنا يأتي حلم اليهود بأنهم سيملكون الأرض ومن عليها وما عليها، وليس الغرض إلا أموالها، ويعيش اليهود في حرب طاحنة مع باقي الشعوب في انتظار ذلك اليوم، وسيأتي المسيح الحقيقي، ويحقق النصر المنتظر لليهود -نعم لليهود- وحدهم دون غيرهم من عباد الله المخلصين كذا زعموا، وتكون الأمة اليهودية يومئذ في غاية الثراء؛ لأنها تكون قد ملكت كل أموال العالم؛ فالذي يقرأ هذا التلمود وخاصة من اليهود يفهم بوضوح أنه لابد لليهودي أن يسرق وأن يقتل، وأن يزني، وأن يظلم، ويكذب وينافق، ويخون، ولا حرج عليه.
هكذا تعاليم التلمود، وها هم اليهود حمائم السلام كما زعموا، فأين التسامح المزعوم؟! ولذلك لا تعجبوا مما يفعله اليهود مع الأسرى العرب، ومع سكان البلاد العربية التي اغتصبوها، ومع إخواننا في فلسطين؛ لأن أعمال اليهود من إرشاد التلمود، ومن هذا لا يعجب العرب، ولا يحزنون إذا شاهدوا اليهود ينهبون أموالهم ويسرقون ديارهم ومحالهم، ويستولون على ممتلكاتهم، ويزنون ببناتهم ونسائهم ويغتصبونهن؛ لأن ذلك بإرشاد التلمود؛ ومن أجل ذلك التحريض السافر على السرقة والنهب، والاغتصاب والقهر، والظلم والفجور، ولا يتحلى اليهودي ولا يمكنه أن يتحلى بالأمانة، أو الصدق أو العفة، أو النزاهة؛ لذلك يتغنى اليهود بالخيانة والغش والخداع والظلم والقهر؛ فأين هذا التسامح المزعوم، وأين السلام الموهوم، وأين المحبة المنشودة، والعفو المرجو أو العدل المنتظر من اليهود.
وهكذا كلما عرفنا ما جاء في التلمود انكشف الستار عن اليهود، إن اليهود هم التلمود، ومن هنا كانت تعاليم التلمود، أوفى صورة لنفسية اليهود، بل هي انعكاس لدخائل أعماقهم على صفحات كتاب كانطباع الصورة على المرآة، فهي ترجمة صريحة لهذه الشخصية الموغلة في الخبث والأحقاد حتى ليتساءل بعض الباحثين أيهما صنع صاحبه، وأيهما الأثر أو المؤثر.