واتفق علماء أهل الكتاب: أن ما وقع في السفر الأول غلط، وبينوا سبب وقوع الغلط، ومن قابل الإصحاح الخامس والأربعين والسادس والأربعين من سفر حزقيال بالإصحاح الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من سفر العدد وجد مخالفات صريحة في الأحكام.

ومعروف أن حزقيال -عليه السلام- كان منبع التوراة، فلو كانت التوراة في زمانه مثل التوراة المشهورة لما خالفها في الأحكام، وكذلك وقع في التوراة في مواضع عديدة أن الأبناء يؤخذون بذنوب الآباء إلى ثلاثة أجيال، ووقع في الآية العشرين من الإصحاح الثامن عشر من سفر حزقيل "النفس التي تخطئ هي تموت الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن".

وَمَن طَالَعَ الزبور، وسفر نحميا، وسفر أرميا، وسفر حزقيال؛ جزم يقينًا أن طريق التصنيف في سالف الزمان كان مثل الطريق المروج الآن في أهل الإسلام إذ من المعروف أن المصنف لو كان يكتب حالات نفسه والمعاملات التي رآها بعينيه يعبر عن نفسه، وهذا الأمر لا يظهر في موضوع من مواضيع التوراة، بل تشهد عباراته أن كاتبه غير موسى -عليه السلام- وهذا الذي هو غير موسى جمع هذا الكتاب من الروايات، والقصص المشتهرة بين اليهود، ثم نسبها إلى الله مرة، وإلى موسى أخرى، وعبر عنه بضمير الغائب لا يقدر أحد أن يدعي بالنسبة إلى بعض الآيات، وبعض الإصحاحات أنها من كلام موسى، بل بعض الآيات تدل دلالة بينة على أن مؤلف هذا الكتاب لا يمكن أن يكون قبل داود -عليه السلام- بل يكون إما معاصرًا له، أو بعده.

وعلماء المسيحية يقولون ظنًّا ورجمًا بالغيب: إنها من ملحقات نبي من الأنبياء، وهذا القول مردود؛ لأنه مجردُ ادعاء منهم بلا برهان. ويقول الدكتور/ سكندر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015