التسليم أن يثبت أولًا بدليل تام أن هذا الكتاب كتب بواسطة النبي الفلاني، ووصل بعد ذلك إلينا بالسند المتصل بلا تغيير، ولا تبديل والاستناد إلى شخص ذي إلهام بمجرد الظن، والوهم لا يكفي في إثبات أنه من تصنيف ذلك الشخص، وكذلك مجرد ادعاء فرقة أو فرق لا يكفي، ثم برهن على ذلك بالأسفار، وأنه لا سند لكون هذه التوراة المنسوبة إلى موسى -عليه السلام- من تصنيفاته، ويدل عليها أمور منها أن تواتر هذه التوراة منقطع قبل زمان يوشيا بن آمون.

والنسخة التي وُجِدَت بعد ثماني عشرة سنة من جلوسه على سرير السلطة لا اعتماد عليها يقينًا، ومع كونها غير معتمدة ضاعت هذه النسخة أيضًا غالبًا قبل حادثة بنوخذ ناصر، أو المعروف باسم بختنصر.

وفي حادثته انعدمت التوراة، وسائر كتب العهد القديم عن صفحة العالم رأسًا، ولما كتب عزرا هذه الكتب -على زعمهم- ضاعت نسخها، وأكثر نقولها في حادثة "أنتيوكس".

جمهور أهل الكتاب يقولون: إن السفر الأول والثاني من أخبار الأيام صنفهما عزرا -عليه السلام- بإعانة حجي، وزكريا الرسولين -عليهما السلام- وهذان السفران في الحقيقة من تصنيف هؤلاء الأنبياء الثلاثة، وتناقض كلامهم في الإصحاح السابع والثامن من السفر الأول في بيان أولاد بنيامين، وهكذا خالفوا في هذا البيان هذه التوراة المشهورة من وجهين: الأول: في الأسماء والثاني: في العدد حيث يفهم من الإصحاح السابع أن أبناء بنيامين ثلاثة.

ومن الإصحاح الخامس: أنهم خمسة، ومن التوراة أنهم عشرة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015