كدس من فضلاء المسيحية المعتمدين في ديباجة الإنجيل الجديد: ثبت لي بظهور الأدلة الخفية ثلاثة أمور جزمًا؛ الأول: أن التوراة الموجودة ليست من تصنيف موسى، والثاني: أنها كتبت في كنعان، وأورشليم، يعني: ما كتبت في عهد موسى الذي كان بنو إسرائيل فيه في الصحارى، والثالث: لا يثبت تأليفها قبل سلطنة داود، ولا بعد زمان حزقيال، بل أنسب تأليفها إلى زمان سليمان -عليه السلام- بمعنى قبل ألف سنة من ميلاد المسيح، أو إلى زمان قريب منه، وليس قبل خمسمائة سنة من وفاة موسى -عليه السلام.
وقال غيرهم من علماء المسيحية ومنهم "نورتن": "إنه لا يوجد فرق معتد به في محاورة التوراة، ومحاورات سائر الكتب من العهد العتيق الذي كتب في زمان أطلق فيه بنو إسرائيل من أسر بابل مع أن بين هذين الزمانين تسعمائة عام".
ويتحدث الدكتور علي عبد الواحد وافي عن الأزمنة التي كتبت فيها الأسفار المنسوبة إلى موسى -عليه السلام- فيقول: "هذا وأهم أسفار العهد القديم هي أسفار التكوين والخروج والتثنية واللاويين، والعدد التي ينسبها اليهود إلى موسى -عليه السلام- ويعتقدون أنها بوحي من الله، وأنها تتضمن التوراة، ولكن ظهر للمحدثين من الباحثين من ملاحظة اللغات، والأساليب التي كتبت بها هذه الأسفار، وما يشتمل عليه من موضوعات، وأحكام، وتشاريع، والبيئات الاجتماعية، والسياسية التي تنعكس فيها؛ ظهر لهم من ملاحظة هذا كله أنها قد ألفت في عصور لاحقة لعصر موسى بأمدٍ غير قصير، وعصر موسى يقع على الأرجح حوالي القرن الرابع عشر، أو الثالث عشر قبل الميلاد.