يقول الرب: سفر إرميا إصحاح 23 الفقرة 26 إلى 28 وفيها أيضًا: "فلا تسمعوا لكلام الأنبياء، والذين يكلمونكم قائلين: لا تخدموا ملك بابل؛ لأنهم إنما يتنبئون لكم بالكذب؛ لأني لم أرسلهم يقول الرب بل هم يتنبئون باسمي بالكذب؛ لكي أطردكم فتهلكوا أنتم والأنبياء الذين يتنبئون لكم" سفر إرمياء إصحاح 27 فقرة 14، و15. فتلك شهادة التوراة على نفسها نستأنس بها مع ما جاء في القرآن الكريم، ومع ما سنفصل القول فيه -إن شاء الله.
ثانيًا: نثبت انقطاع سند التوراة؛ فإن التوراة الموجودة حاليًا ليس لها سند متصل إلى موسى -عليه السلام- بل هي على النقيض من ذلك؛ إذ يوجد فيها ما يدل دلالة قاطعة على أنها كتبت بعده بزمن طويل؛ فمثلًا جاء في سفر التثنية بخصوص وفاة موسى -عليه السلام- نص يقول: "فمات موسى عبد الرب في أرض "موآب"، ولا يعرف شخص قبره حتى يومنا هذا" سفر التثنية إصحاح 34 الفقرة 5 و6 بتصرف، فهذا النص هل يحتمل أن يكون كتبه موسى -عليه السلام- وأنه من التوراة التي نزلت عليه، كما جاء فيها أيضًا: "ولم يكن بعد نبي في بني إسرائيل مثل موسى" سفر التثنية إصحاح 34 الفقرة 10.
فهل هذا مما أملاه الله لموسى أيضًا، لقد قرأتُ التوراة وتصفحتُهَا، وأمعنت النظر فيها، فوجدتها لا تزيد عن كتاب سيرة يحكي حال موسى -عليه السلام- مع أتباعه، وحال بني إسرائيل من قبل ذلك ومن بعده، بل يحمل في طياته من التناقضات والمخالفات، والاتهامات الشيء الكثير، كما يمكن أن نذكر طرفًا من ذلك بعد إن شاء الله.
ومن الواضح: أن مثل هذا الكلام مكتوب بعد وفاة موسى -عليه السلام- هذا وقد أقام الشيخ رحمة الله الهندي أدلة متعددة على انقطاع سند التوراة، فقال ما ملخصه: "اعلم -أرشدك الله تعالى- أنه لابد لكون الكتاب، أو السفر سماويًّا واجب