القول بوحدة الوجود، وحلول الروح الكلي براهمة في الكائنات، لذلك يختلط فيها التفاؤل والتشاؤم في نغم واحد، إذ أن الأمل باتحاد الروح الفردية بالروح الكلية، يعطي للفعل قيمة ودفعة تفاؤلية، بمحاذاة هذا الأمل يتولد القلق من تعددية الولادات، خصوصًا بالنسبة للطبقات الشعبية الدنيا، لتبلغ مرتبة البراهمة، عندها يصبح الناتج للفعل والسلوك مؤجلًا إلى عدد لا نهاية له، من تكرار الولادة والدخول في متاهات الوجود الإنساني، المثقل بهم الانعتاق والتحرر من مأساة الحياة، بالذوبان في الروح الكلية حيث السعادة المطلقة، وبمقدار ما يكون القلق من دورات الولادات المتعاقبة، يكون الشعور بتناقض القول بالذات البرهمانية الحالة في كل الكائنات، والقول بالتقمص، وعندئذ يلزم تأكيد التوافق بين النظريتين، ليخرج الإنسان من دائرة تعددية الولادات في السعي الدائم، للتخلص من علائق المادة.

ونتوقف عند مسألة الثواب والعقاب، أو الجزاء على الأفعال، لارتباطها ارتباطًا مباشرًا بمسألة التقمص:

وقانون الجزاء باللغة السنسكريتية يسمى كارما، إن السلوك وهو مجموع الأفعال التي يقوم بها الفرد، يؤثر على الآخرين وينعكس على حياته خيرًا أو شرًّا، ولهذا وجب تطبيق قانون الجزاء عليه، ولا مفر لأحد من البشرية، من أن ينال جزاءه على أفعاله، إذ ليس في الكون مكان لا الجبال ولا السماوات ولا البحار ولا الجنات، يفر إليه المرء من جزاء أعماله حسنة كانت أم سيئة، طبقًا لنظام العدل والكون بما فيه، خاضع لنظام عادل صارم، والعدل يقضي بالجزاء على كل عمل يقوم به الإنسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015