مرئية، ولا تخضع لإزالة لأنها غير ملموسة، ولا تخضع للحفظ لأنها لا تضبط، وهي غير متصلة بشيء مع هذا، هي ثابتة وطيدة لا إلى اندثار".
هذه المقاطع وغيرها مما هو من نوعها، لا يدرك أبعادها ومراميها الفلسفية إلا طبقة الكهنة، الذين بلغوا مرتبة الحكمة واكتسبوا نقاء الروح، الذي يسمح لهم بالتأمل والترقي، وربما كانت هذه الأقوال بعيدة المنال على الناس البسطاء، لكن القول بوحدة الوجود، وحلول الروح المطلق في الوجود الفردي، مدعاة للتفاؤل والأمل في الارتقاء، للعودة إلى الأصل إلى براهمة.
ومن ذلك كانت مسألة التقمص أو نظرية التناسخ، حيث توصل الفيلسوف الفرنسي "رينون"، بعد دراسة مستفيضة للديانة الهندية، إلى تعريف التقمص كالتالي: "هو سلسلة لا إلى انتهاء من تغيرات الحالات لدى الكاهن، على أن لكل حالة ظروفا خاصة بها، مما يخلق للكائن دائرة وجودات لا يجولها إلا مرة واحدة، وعلى أن الوجود الأرضي أو عامة الجسدي، ليس إلا حالة خاصة بين حالات أخرى لا عد لها".
وفي نظام الطبقات في الديانة الهندوسية: لا يتم الانتقال من طبقة إلى طبقة عليا أو إلى طبقة سفلى، وأن ذلك غير ممكن في حياة واحدة، بل يكون عند ولادة جديدة، أي: أن الثواب والعقاب عن حياة حاضرة، يكون في حياة لاحقة، من هنا كان الاعتقاد بتعدد الولادات أو التقمص.
ونشير هنا إلى أن نظرية التناسخ، كما تبلورت في العقيدة البرهمانية، ترتبط ارتباطا وثيقا بمسألة السلوك البشري، وتشكل حافزًا من حوافزه، كما أن هذه النظرية من مستلزمات