وفي نُصوص "الأبينيشاد"، مَقَاطِعُ رائعة في وضوحها ودقة تعبيرها، حول وحدة الوجود، منها "براهمة المبدأ الأول منه تولد المخلوقات، وبفضله تعيش إذ تولد، وإليه تؤول إذ تموت، عليك أن تدركه، إنه البراهمة، إن روح المخلقات واحدة، لكنها ماثلة في كل مخلوق، إنها في الوقت نفسه وحدة ومجموعة كما القمر، الذي يتلألؤ على صفحات المياه. وبراهمة هو الحقيقة ويشبه الشرارة التي تخرج من اللهب، ثم ترجع إليه من جديد، هي هذه الحقيقة، كما من اللهب تتطاير ألوف الشرارات المتوهجة مثل، هكذا من هذا الكائن الأبدي تولد الكائنات، التي لا تلبث أن تعد إليه من جديد، وعلى صعيد الأفراد فالأمل بالعودة إلى براهمة دائم الحضور، هو هذا أنت ومهما أحسست نفسك ضعيفا بائسا ووحيدا، تبقى جزءا حيا من الروح الأزلية".

وحول وحدة الوجود: جاء في أحد النصوص من كلام براهمة "تتعلق بي، كما تتعلق مجموعة من الخرزات بخيط، أنا من الماء العذب طعمه، وأنا من القمر فضته، ومن الشمس ذهبها، أنا موضع العبادة في الفيدا، والهزة التي تشق أجواز الأثير، والقوة التي تكمن في نطفة الرجل، أنا الرائحة الطيبة الحلوة، التي تعبق في الأرض المبتلة، وأن من النار وهجها الأحمر، وأنا الهواء باعث الحياة، أنا القدسية فيما هو مقدس من الأرواح، أنا حكمة الحكيم وذكاء العليم، وعظمة العظيم وفخامة الفخيم، إن من يرى الأشياء رؤية الحكيم، يرى أن براهمة المقدس والبقرة والفيل والكلب النجس، والمنبوذ وهو يلتهم لحم الكلب، كلها كائن واحد".

وفي وصف براهمة والتعريف به: ورد في أحد النصوص: "هذه هي الذات، التي لا يمكننا وصفها بهذه أو بتلك من الصفات، فهي لا تخضع لوصف لأنها غير

طور بواسطة نورين ميديا © 2015