سماه هابيل الرجل الأبيض، ثم رجع قاين فنكح أمه فأولدها جاريتين، سمى إحداهما حكيمة الدهر والأخرى ابنة الحرص، فاتخذ ابنة الحرص قاين زوجة، ودفع حكيمة الدهر إلى هابيل فاتخذها امرأة له". وهكذا مضت مسألة التسلسل أو التناسل على نحو تلك الأساطير التي قال بها المانوية أو الثنوية.
وأما مسألة المصير عندهم:
فمن بدعة ماني في المصير أو في المعاد، أنه إذا حضرت وفاة الصديق، أرسل إليه الإنسان القديم، إلها نيرا بصورة الحكيم الهادي ومعه ثلاثة آلهة، ومعهم الركوة واللباس والعصاب والتاج وإكليل النور، ثم أظله شيطان الحرص والشهوة والشياطين، فإذا شاهدهم الصديق استغاث بالآلهة، التي على صورة الحكيم والآلهة الثلاثة، فيقربون منه وحين تراهم الشياطين تولي هاربة، وتأخذ الآلهة ذلك الصديق، وتلبسه التاج والإكليل واللباس وتعطيه الركوة بيده، وبعد هذا يعرجون به في عامود السبح إلى فلك القمر، وإلى الإنسان القديم وإلى النهنهة أم الأحياء، إلى ما كان عليه أولا في جنان النور، ويبقى هذا الجسد ملقى، فتجتذب منه الشمس والقمر والآلهة النيرون، القوى التي هي النسيم والماء والنار، فيرتفع إلى الشمس ويصير إلها، ثم يقذف باقي جسده التي هي ظلمة إلى جهنم.
وإذا حضرت وفاة الإنسان المحارب، القابل للدين والبر، الحافظ لهما وللصديقين، حضر أولئك الآلهة الذين ذكرتهم وحضرت الشياطين، واستغاث بما كان يعمل من البر وحفظ الدين والصديقين، فيهبون لتخليصه من الشياطين، فلا يزال العالم شبه الإنسان، الذي يرى في منامه الأهوال ويغوص في الوحل والطين، وهكذا إلى أن يتخلص نوره وروحه لاحقا، بملحق الصديقين ولابسا لباسهم بعد