والفضة وأشباه ذلك، فما فيها من الصفاء والحسن والنظافة والمنفعة فمن ال نور، وما فيها من الدرن والكدر والغلظة والقساوة فمن الظلمة، خالط السموم الريح فمنها هذه الريح، فما فيها من المنفعة واللذة فمن الريح، وما فيها من الكرب والتعويل والضرر فمن السموم، وخالط الضباب الماء فمنها هذه الماء، فما فيه من الصفاء والعذوبة والملاءمة للأنفس فمن الماء، وما فيه من التغريق والتخنيق والإهلاك والثقل والفساد فمن الضباب". وقال ماني: "وأمر ملك عالم النور، بعض ملائكته بخلق هذا العالم، وبنائه من تلك الأجزاء الممتزجة، لتخلص تلك الأجزاء النورية من الأجزاء الظلمية".
وأما ابتداء التناسل على مذهب ماني قال: "ثم إن أحد أولئك الأراكنة والنجوم والزجر والحرص والشهوة والإثم تناكحوا، فحدث من تناكحهم الإنسان الأول الذي هو آدم، والذي تولى ذلك أركونان ذكر وأنثى، ثم حدث تناكح آخر فحدث منه المرأة الحسناء التي هي حواء، فلما رأى الملائكة الخمسة، نور الله وطيبه الذي استلبه الحرص وأسره في ذينك المولودين، سألوا البشير وأم الحياة والإنسان القديم وروح الحياة، أن يرسلوا إلى ذلك المولود القديم من يطلقه ويخلصه، ويوضح له العلم والبر ويخلصه من الشياطين، قال: فأرسلوا عيسى ومعه إله، فعمدوا إلى الأركونين فحبسوهم واستنقذوا المولودين".
قال: "فعمد عيسى فكلم المولود الذي هو آدم، وأوضح له الجنان والآلهة، وجهنم والشياطين والأرض والسماء والشمس والقمر، وخوفه من حواء وأراه زجرها، ومنعه منها وخوفه أن يدنو إليها ففعل، ثم إن الأركون عاد إلى ابنته التي هي حواء، فنكحها بالشبق الذي فيه، فأولدها ولدا أشوه الصورة أشقر واسمه قاين الرجل الأشقر، ثم إن ذلك الولد نكح أمه، فأولدها ولدا أبيض