حاجات الشعب الدينية والحاجات السياسية والقومية، لم تكن بوذية بوذا هي التي دخلت الصين بصورتها القادمة المليئة بخطوط التشاؤم والتبرم بالحياة، والدعوة إلى الموت للخلاص من العذاب والألم والشيخوخة؛ إذ أن البوذية تحولت تحت السماء اليابان إلى عقيدة قوامها آلهة أوفياء، ومحافل دينية تبعث على الغبطة والسرور، وتعرف اليابانيون على آلهة بوذية المركبة الكبرى الماهايانا الوديعة من أمثال أميذا، وكوانون، واعترفوا بوجود بوذيين منتظرين يخلصون البشرية من عذاباتها، وأخذوا بفكرة خلود الروح الإنسانية الفردية، هذا بالإضافة إلى وجه المهايانا المشرق بصورته الرقيقة الوديعة بكل ما تحمله تعاليمه من فضائل سامية، ودعوة إلى الانصياع التام لإحكام السلطة والدولة، وأقبلت قوى الشعب الياباني على اعتناق البوذية بصورتها الجميلة لما تحمله من عزاء وأمل يجعلهم يعيشون بهدوء، ورغم مصاعب الحياة وقساوة الطبيعية اليابانية، وأصبحت البوذية تمثل العروة الوثقى التي تجمع الشعب في وحدة سياسية وقومية.
وهذا الأخير " الوحدة " لاقى الارتياح من قبل القادة والزعماء، فأغدقوا عطفهم على البوذية، وساعدوا في انتشارها، ومن أبرز الأباطرة الذين ساعدوا على انتشار البوذية الإمبراطور سويقوا الذي حكم البلاد تسعة وعشرين عام من سنة خمسمائة واثنين وتسعين من الميلاد إلى سنة ستمائة وواحد وعشرين من الميلاد.
ومن إنجازاته المهمة: إدخال الأخلاق البوذية في صلب القوانين القومية والمدنية، وتذكر الروايات أنه في العصر الكايووتي مال الأباطرة إلى الورع حتى إن البعض منهم تنازل طوعًا عن العرش ليجعلوا من أنفسهم رهبانًا بوذيين. وانقسمت البوذية في اليابان كما في الصين إلى عدة مدارس أو طوائف مستقلة تأخذ باسم المدينة التي نشأت فيها إبان كونها عاصمة اليابان، وأهم هذه المدارس