الأرض))، الحديث. كما قال -عليه الصلاة والسلام- أيضًا: ((تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة، ولا تكونوا كرهبانية النصارى)).
وهكذا يرفض الإسلام الرهبانية رفضًا قاطعًا بطرق عدة منها: الأمر المباشر بالزواج، ومنها النهي الصريح عن التبتل والرهبانية، ومنها تصحيح مفهومها، وأنها تعني في الإسلام الجهاد والضرب في نحور الأعداء، ومنها اعتبار من أرادوا أن يسلكوها مُغالين في الدين كحديث الرهط، وحديث عثمان بن مظعون سالفَي الذكر، فهذه مواقف فردية معدودة من بعض الصحابة تشير إلى الاتجاه إلى سبيل الغلو والتشدد في الدين، ولكن الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- كان لهم بالمرصاد، فردهم عن هذا السبيل، قوَّم هذا العوج، وصحح نظرتهم فاستجابوا للفطرة التي جاء بها الإسلام لأنها الأصل {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} (الروم: 30)، أي: ما ينبغي أن تُبدل تلك الفطرة أو تغير؛ لأنها بمعنى الإسلام عند عامة أهل العلم والسلف وأهل التأويل، فمصادمة ذلك إنما هو انحراف عن الصراط المستقيم؛ حيث انعقد الإجماع في كل الشرائع السماوية والأخلاقية السوية على أن الزواج هو الوضع السوي لكلٍّ من الرجل والمرأة.
فالزواج في الهندوسية رباط مقدس، وهو إلتزامي للجميع، حتى إن الرجل عندما يصبح أرملًا يتخلى عن رئاسة الأسرة لتنتقل إلى ابنه المتزوج، والسبب في ذلك يرجع للاعتقاد بأن الأعزب لا يستطيع أن يقوم بتقديم القرابين للأسلاف، كما يعتقد الهندوس أن سعادة الفرد في الآخرة سوف تتوقف على تسلسل أعقابه من الذكور، وعلى ما يقدمه هؤلاء للأرواح من صلوات وأدعية وأضحية، وقرابين في مختلف المناسبات والأعياد.