فالعزوبة تعرض روح الأعزب وأروح سلفه للشقاء، ومن ثَمَّ فهو جرم كبير يقترفه الأعزب في حق نفسه وآبائه؛ ولذا فإن الزواج يُعدُّ عندهم أحد الفروض العينية الواجبة على الفرد، ولم يكن محارمًا على الرجل أن يقترن بأي امرأة من ذوي قرباه ما عدا المحرمات، وكان على الأرملة أن تقترن بعد وفاة زوجها بأخيه أو أحد أقاربه.

والبرهمية تلتقي مع اليهودية من حيث محاربة الفردية ووجوب الزواج، وهما يعتبران الأعزب القادر على الزواج ولا يتزوج مخربًا في بناء الله يعمل على إطفاء نوره، وعليه فالأعزب فاسد ضار.

وإذا كان الأمر كذلك فإن القائلين بالرهبانية خالفوا العقل والنقل؛ حيث خالفوا التوراة التي جاء فيها قول الرب لأدم وحواء: وقال لهم: "أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض" سفر التكوين، الإصحاح الأول الفقرة التاسعة والعشرون، وجاء فيها أيضًا: "ودعا آدم اسم امرأته حواء لأنها أم كل حي"، سفر التكوين الإصحاح الثالث الفقرة الحادية والعشرون. وأيضًا: "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكونان جسدًا واحدًا" سفر التكوين الإصحاح الثاني الفقرة الخامسة والعشرون. وأيضًا: "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت قايين" سفر التكوين، الإصحاح الرابع الفقرة الأولى.

وقد خالفوا الإنجيل أيضًا، حيث ورد فيه ما يفيد أن الزواج مبارك من حيث ثبت المسيح رباط الزيجة وباركه بحضور العرس في قانا الجليل، وقانا الجليل: اسم عبري معناه مكان القصب، وهو في الجليل بمكان عالٍ بالنسبة إلى كفر ناحوم، ويقال بأنها تقع بالقرب من صيدى ويقول بعضهم: إنها تقع شمال شرقي الناصرة بأربعة أميال، كذا في قاموس الكتاب المقدس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015