أما في الهندوسية فهناك انقطاع تام بين الدورتين، ومعنى هذا أن الروح تعاقب على ذنب لا تعرفه ولا تذكره، وترى الأديان السماوية أن الأرض دار بلاء واختبار، وان الآخرة دار حساب وجزاء، ولكن البرهمية اعتبرت الأرض دار جزاء وثواب.

وقد تسرب القول بالتناسخ إلى سلة من المسلمين يقول بن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل افترق القائلون بتناسخ الأرواح على فرقتين؛ فذهبت الفرقة الأولى أن الأرواح تنتقل بعد مفارقتها الأجساد إلى أجسام أخرى، وإن لم تكن من نوع الأجساد التي فارقت، وهذا قول أحمد بن حافظ، وأحمد بن موسى تلميذه، وأبي مسلم الخراساني، ومحمد بن زكريا الرازي الطبيب الذي صرح بذلك في كتابه المرسوم (العلم الإلهي) وهو قول القرامطة.

وقال الرازي في بعض كتبه: لولا أنه لا سبيل إلى تخليص الأرواح من الأجساد المتصورة بالصورة البهيمية إلى الأجساد المتصورة بصورة الإنسان إلا بالقتل، والذبح لما جاز قتل شيء من الحيوان أو ذبحه البتة وعلق بن حزم على هذا الاتجاه، وهو القول بالتناسخ بأنه دعاوى وخرافات بلا دليل، ومما تسرب إلى بعض فرق الشيعة متصلًا بالتناسخ القول برجعة فهي عودة الروح لحياة جديدة، ولكنها في الرجعة تعود في الجسم أي: أن الشخص نفسه جسمًا وروحًا يعود للحياة بعد الموت.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015