وقد قال بعض الإمامية بعودة علي بن أبي طالب، وقال أكثرهم: بعودة الإمام الثاني عشر، وهو المهدي، وسموه المهدي المنتظر، وقال: إنه سيعود إلى الأرض فيملأها عدلًا بعد أن ملئت ظلمًا.

أما ثالث العقائد: فيسمي بالانطلاق، وقد سبق أن تكلمنا عن اكتمال الميول ونريد هنا أن نزيد هذا الموضوع وضوحًا؛ فنقرر أن معنى اكتمال الميول والشهوات هو توقفها وتغلب الإنسان على نفسه بحيث لا يبقي له شهوة ولا ميلا، بل يقنع بما حصل عليه، ولا يتطلب مزيدًا، وإذا تم ذلك مع انقطاع عن الأعمال وعن علائق الدنيا، وما فيها من ملاذ وعصيان تلك التي تستلزم تكرار المولد إذا تم له ذلك نجا من تكرار المولد، وامتزج بما رهب، وهذه الحالة هي التي يعبرون عنها بالانطلاق؛ فالانطلاق هو الامتزاج بما رهب، كما تندمج قطرة من ماء بالمحيط العظيم، وهدف الحياة الأسمى والانطلاق من دورات الوجود المتوالية، والاندماج في الكائن الأسمى، وهذا الانطلاق لا يكتسب بالأعمال؛ لأن الأعمال الصالحة يجازى عليها الإنسان من طريق الميلاد المتكرر كالأعمال الشريرة تمامًا وقد ورد في أرمك ما يلي:

من لم يرغب في شيء ولن يرغب وتحرر من رق الأهواء واطمأنت نفسه فإنه لا يعاد إلى حواسه ويتحد بالبراهما فيصير هو ويصبح الفاني باقيًا ويؤخذ على هذا المبدأ أنه جعل التصوف، والزهد، والسلبية أفضل من صالح العمال فهي الطريق للإتحاد بالله، ومصالح الأعمال، فتنقذ دورة جديدة في الحياة تساب فيها الروح على ما قدمت من خير في الدورة السابقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015