فجسد الإنسان المادي هو الذي يولد من جسدين لوالدين.

وأما الذي يحركه وينشطه، ويسيطر عليه فجسد اللطيف يتركب من القوى الأساسية، والحواس، والقوة الآلية المحركة والعناصر اللطيفة والعقل فإذا حدث ما نسميه الموت مات الجسد المادي وتوقف وبلي.

أما الجسد اللطيف فلا يموت، بل يخرج، ويعمل مدة من الزمن في آفاق اللطيفة التي تشبه حال أحلامنا، فيجرب هناك الجنة والنار التي تكلمت عنها الكتب الدينية، ثم يعود مسوقًا بالميول، والأعمال الماضية كرة أخرى إلى هذه الحياة متقمصًا جسدًا جديدًا، وتبدأ بذلك دور جديدًا لهذه الروح، وتكون هذه الدورة نتيجة للدورة الماضية فتوجد الروح في إنسان أو حيوان أو ثعبان ويسعد أو يشقى نتيجة لما قدم من عمل في حياته السابقة.

ومن الشروط اللازمة لتجوال الروح أن الروح في عالمها الجديد لا تذكر شيئًا عن عالمها السابق فكل دورة منقطعة تماما بالنسبة للروح عن سواها من الدورات وهنا نجد الديانة الهندوسية تلتقي مع الأديان السماوية في جانب، ولكنها سرعان ما تبتعد عنها فنقطة الالتقاء هي خلود الروح وحسابها على ما قدمت، ولكن الأديان السماوية ترى الروح كائنة مستقلة بجسم، فهو يحاسب على ما ارتكب مع هذا الجسم، ويتم الحساب بعد أن يتعرف الإنسان بأخطائه، ويذكره بها لسانه الذي نطق ويده التي امتدت، ورجله التي سارت يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015