الشتاء فصل الفن الهادئ الشتاء الضاحي

وهو في جنبي الذي يسيطر عليه الدم القاتم

يتمطى العجز في تثاؤب طويل

إن شفقًا أبيض يبرز تحت جمجمتي

التي تعصبها حلقة من حديد وكأنها قبر قديم

وأهيم حزينا خلف حلم غامض جميل

خلال الحقول التي يزدهر فيها عصير لا نهاية له

ثم أمرح منهوك العصب بعدة أشجار

وأحفر برأسي قبرًا لحلمي

وأعض الأرض الساخنة التي تنبت النرجس

ومع ذلك فزقزقت السماء تبتسم فوق سياج الشجر المستيقظ

حيث ترفرف العصافير كالزهر في ضوء الشمس

ومنرميه في هذه القصيدة إنما يعبر عن الحالة النفسية التي يعيشها بسبب ما يرهقه -بل يخنقه- من ملل مقتنصًا من مظاهر الطبيعة صورا مزينة، وفي هذا الشأن شيء من غموض، لكنه الغموض الذي يوحي بإدراك المعنى والجو النفسي للشاعر، وليس بغموض أولئك الشعراء الناشئين المقلدين الذين يتنطعون ويتقعرون كما يقول الدكتور مندور، ويجعلون من ذلك الغموض شيئا أشبه بالألغاز، لا يدركون -حتى هم أنفسهم- معناه، وإنما يقصدونها سترا لعجزهم وإيهامًا للناس بشاعريتهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015