و"دعاء الكروان" لطه حسين و"نقطة ضوء"، و"لقيطة" لمحمد عبد الحليم عبد الله، والأشعار الوجدانية المجنحة التي يعكف فيها الأدباء على ذواتهم يجترّون أتراحهم وأفراحهم كما هو الحال بأشعار المازني وشكري وناجي والهمشري مثلا- أصبحنا نقرأ "عاصفة على مصر" لعصام الدين حفني ناصف و"مليم الأكبر" لعادل كامل و"بداية ونهاية" لمحمود محفوظ و"حواء بلا آدم" للاشين و"الشاعر الجديد" للسحّار و"وطني عكا" للشرقاوي، وأشعار فوزي العنتيل وصلاح عبد الصبور وعبد الرحمن الشرقاوي وغيرهم، ثم تنامي هذا الاتجاه إلى أقصاه في عهد عبد الناصر حين ولى وجهه نحو الكتلة الاشتراكية، فتحول كل شيء تقريبًا من فن وأدب إلى الشعب وقضاياه، وسار كل من يكتب على الطريقة الحالمة القديمة عُرضة للتهكم ويُسمى أدبه أدب البرج العاجي، وإن انقلبت الأمور بعد ذلك حين ركب الموجة كل من هبّ ودب، فأطلق النقاد على هذا اللون الدعائي الفاقع "الأدب الهاتف" بدلا من "الأدب الهادف" أي أدب الواقعية الذي يهدف إلى إيقاظ المظلومين والمطحونين واستفزازهم للثورة من أجل نيل حقوقهم المهدرة، وهذا في مصر وحدها، وقس عليها ألوانًا أو كثير ًا من الدول العربية الأخرى.
ونص ل ل لرمزية؛ والرمزية حركة أدبية بدأت بمجموعة من الشعراء الفرنسيين، في الفترة من 1885 إلى 1895 كان قائدها ستيفان مازر ميه، وتتضمن القائمة المنظّرين للرمزية كلٍّ من رينيه جِل وجوستاف كان وجيم موريس وتشارلز موليز، وتبعهم في تبني أسلوب الرمزية بعد ذلك الكثير من الشعراء الأوروبيين في بداية القرن التاسع عشر، واهتمت رمزية الجانب الروحي والأحاسيس المعنوية