يقوم ضمن ما يقوم على الوزن والقافية والتقطير الشديد، والتصرف في اللغة تصرفًا واسعًا تحت ضغط المساحة الضيقة التي يتحرك فيها، والقيود الثقيلة التي تطوق قدميه ويديه، تبين لنا أن الترجمة ليست أبدًا بالمسألة الهينة، وهذا كله إن لم يتعمد المترجم الخيانة تعمدًا؛ كي ينقل شيئًا آخر غير ما في النص، وربما عكس ما في النص وكثيرًا ما يحدث هذا لغرض في نفس يعقوب، أو على الأقل قد يقتحم ذلك الميدان اقتحامًا دون أن يكون مؤهلًا له، فلا تكون معرفته باللغة التي يترجم منها كافية لتمكينه من أداء المطلوب، كما هو الحال في كثير ممن يتصدون لتلك المهمة الشاقة، ولا يأخذون في اعتبارهم حجم المشكلة التي يحاولون النهوض بأعبائها، وهذا أيضًا لون من الخيانة، وإن كان أقل في الفداحة من الناحية الخلقية من اللون السابق، ويدخل في الخيانة أيضًا أن يقوم شخص ما بالترجمة دون أن يبذل الجهد المطلوب الذي يستطيعه لو أراد.

ويقول "بروس ميتزجر" في دراسة له بعنوان: " Trials of the Translator": إن المترجم بالغًا ما بلغ الجهد الذي يبذله والتركيز الذي يقوم به، فإن النتيجة لا تأتي أبدًا وفاق المطلوب، ولا يمكن أن تحظى برضى الجميع فضلًا عن أن يكون الراضي هو المترجم ذاته إذا كان ذا حساسية وضمير، ذلك أن النص يحتوي في كثير من الأحيان على عدد من الشيات الدقيقة المتقاربة، وعلى المترجم أن يوازن بين تلك الشيات؛ ليختار منها ما يراه أقرب إلى ما في النص، ومن ثم يصف الساخرون عملية الترجمة بأنها فن القيام بالتضحية المناسبة.

كذلك وقعت على مقال في الترجمة الأدبية بقلم فرانسواز ويلمار ( Françoise Wuilmart) عنوانه: " La traduction littéraire bien comprise، وفيه أن الترجمة نوعان ترجمة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015