السيد وخادمه المستعارين في الأدب الفرنسي، كما في "بوم مارشي" عن "سيرفانس" الإسباني في قصته المسماة: "دونكي خوتة".
ولا يصح أن تصرفنا أقوال كاتب وتصريحاته عن أن ننقدها لنرى مدى صدقها في ملكة خيال الكاتب الذي مكن أن يكون قد تأثر بها، فقد نق د "فولتير" "ويليم شكسبير" نقدًا شديدًا وقال عنه: إنه رغم عبقريته ليس عنده شيء من الذوق، يقصد الذوق الفني، وبالرغم من ذلك فإنه قد تأثر به، مثلًا نراه قد تأثر به في اهتمامه بالناحية التاريخية في مسرحياته، وفي استعارته منه للمواقف التي يتبادل فيها أبطاله ضربات الخنجر، وبجعله الأشباح بعضًا لشخصياته المسرحية. وقد حذر عبد الرحمن الجامي قراءه من الاطلاع على الفلسفة اليونانية رغم أنه هو قد تأثر بها تأثرًا عميقًا.
إذًا فالأدب المقارن يهتم بدراسة الصلة بين الكتاب أيًّا كان مظهرها، سواء كانت بالترجمة، أو بالتقليد، أو بإنتاج شخصي تظهر فيه ألوان التأثير من خضوع للكاتب المؤثر، أو تحويرها بما يتفق وذوق الكاتب أو مرور العصر، أو من تمرد عليه ... إلى آخره.
وفي عالم "الأدب الغربي" يُلاحظ الدكتور محمد غنيمي هلال أن البحوث التي تدخل في هذا الباب قد كثرت كثرة لافتة للنظر ومع ذلك؛ فإنه يكتفي بذكر بعض الأمثلة التي يمكن أن تكون مجالًا للدارسين، فمثلًا لقي كثير من كتاب العرب حظًا كبيرًا لدى أدباء الفرس، فتأثر هؤلاء الأدباء الفرس بهم تأثرًا عميقًا، ولكن كان هذا التأثر في صورة اتجاه عام أدبي أو فني، فنجد أن عبد الحميد الكاتب في العصر الأمور ومن تبعوه في الرسائل والإطناب فيها وصياغتها الفنية، قد أثروا بطريقتهم في هذا الجنس الأدبي في الأدب الفارسي.