لأصحاب هذه الثقافات والآداب الإسلامية المنسية تناسي ذويهم من المسلمين لهم، أو ربما يظهرون لهم احتقار ذويهم لهم ولثقافاتهم.
وقد ذَكَر الباحثُ في أحد هوامشه بعض الأسماء الإسلامية التي اهتمت بتلك الحكاية فقال: "من الذين نظموا ليلى والمجنون من الفرس والترك: نظامي الكانجوي، والجامي، وخصرو الدهلوي، وعلي الشرنوائي، وأحمدي، وغيرهم من كبار شعراء الفرس والترك".
وهكذا يتبين لنا من خلال هذه العجالة الانتشار الواسع لقصة المجنون في الآداب الإسلامية، وصورة والمعاني المختلفة التي اكتسبتها في تلك الآداب، وكذلك المناهج النقدية التي تمت دراستها من خلالها، وإن الإنسان ليستغرب من تلك المفارقة العجيبة التي تحيط بهذه الحكاية؛ إذ بينما يشكك في حقيقتها التاريخية نفر من الباحثين نراها وقد تمردت على هذا الإنكار والتكشكيك، وانطلقت بكل عنفوانها تكتسح الحدود بين الآداب الإسلامية وغير الإسلامية أيضًا غير مبالية بشيء مما يجعلنا نتسائل:
وماذا لو لم تكن تلك الحكاية محل تشكيك وإنكار؟!
أتراها كانت تكون أقوى اكتساحًا وأوسع انتشار واندياحًا؟
أم تراها لم تكن لتحظى بكل هذا الشيوع الذي لاقته والعشق الذي اجتازته؟! ألا إن هذا لمن عجائب الأقدار.
هذا في الأدب الفارسين، أما عند الباكستانيين والهنود، فجاء في النسخة الإنجليزية من الوكيبيديا أن هناك اعتقادًا في الهند بأن ليلى والمجنون قد التجئا إلى قرية هندية من منطقة راجاستان قبل أن يلفظا نفسهما الآخير، وأن قبريهما موجودان في قرية بيجنور الواقعة في سريجاندادار.