أما النهاية التي لقيها الشاعر، فالقول فيها مختلف، ففئة تقول بأنه مات بسهم رماه به رجل أعماه اسمه الليث الرهيص، أثناء غارة قبيلة عبس على قبيلة طيئ وانهزام العبسيين، وانتقم هذا الرجل من عنترة بسبب العمى الذي أصابه بعنترة في تلك الحرب، ويقال: إن الليث الرهيص كان أحد الفرسان الأقوياء بذلك العصر.
وقد شبه المؤلف "فليب حبي" في كتابه (تاريخ العرب) عنترة بن شداد بـ"أخيل" بوصفه رمزًا لعصر البطولة العربية.
واشتهر عنترة أيضًا بقصة حبه لابنة عمه عبلة بنت مالك، وكانت من أجمل النساء قومها، في نظارة صبى وشرف أرومة، بينما كان عنترة بن عمرو بن شداد العبسي بن جارية فلحاء، أسود البشرة ذاق في صباه ذل العبودية والحرمان وشظف العيش، والمهانة؛ لأن أباه لم يستلحقه بنسبه في البداية، فتاقت روحه إلى الحرية والانعتاق غير أن ابن الفلحاء عرف كيف يكون من صناديد الحرب والهيجاء يذوب عن الأرض ويحمي العرض، ويعف عن المغنم.
وهناك رواية تقول: إن عنترة بوصفه مثالًا لأخلاقيات الحرب، والنبل والشهامة والحمية، قد استحق تنويه النبي محمد -عليه الصلاة والسلام- عندما تولي أمامه قول الشاعر:
ولقد أبيت على الطوى وأظله ... حتى أنال به كريم المأكل
فيُقال: إنّ الرسول محمدًا -عليه الصلاة والسلام- علق على ذلك قائلًا: ((ما وصف لي أعربي قط فأحببت أن أراه إلا عنترة)).
ويقول صاحب (الأغاني): قال عمر بن الخطاب للحطيئة: كيف كنتم في حربكم؟ قال: كنا ألف فارس حازم. قال: كيف يكون ذلك؟ قال: كان قيس