بسم الله الرحمن الرحيم

الدرس الثامن عشر

(بعض النماذج الإنسانية العربية)

شخصية عنترة العبسي

بعض النماذج الإنسانية العربية:

شخصية عنترة العبسي: وهو شاعرٌ جاهلي من شعراء المعلقات السبع، وفارس من فرسان بني عبس، ارتبط اسمه بحبه بعبلة ابنة عمه.

أما أمه: فجاريةٌ سوداء من الحبشة تدعى زبيبة، تملكها شداد فأنجبت له عنترة، ولكن كان من عادة العرب في الجاهلة إذا كان للرجل ولد من أمة استعبد؛ ولهذا عد عنترة من العبيد.

وكان فارِسُنا وشاعرنا من أشد أهل زمانه، وأجودهم بما ملكت يداه، وقد دعاه أبوه وألحقه بنسبه بسبب غارة لبعض أحياء العرب على قومه بني عبس أظهر فيها عنترة شجاعة فائقة، وقد عانى عنترة أولًا من العبودية التي طوقت عنقه، ثم نال حريته بعد أن قدم التضحيات، وأظهر بطولة فذة وشجاعة نادرة كانت مضرب الأمثال.

وعنترة أحدُ أبطال حرب داحس والغبراء؛ فقد خلدها بشعره ووصف أحداثها مفتخرًا بفروسيتها وأفعاله.

وقد اشتهر عنترة بالفروسية والشعر والخلق السمح، ومما يروى أن بعض أحياء العرب أغاروا على قوم من بني عبس فأصابوا منهم فتتبعهم العبسيون فلحقوهم فقاتلوهم عما معهم، وعنترة فيهم فقال له أبوه: كُر يا عنترة. فقال عنترة: العبدُ لا يحسن الكر، إنما يحسن الحلاب والسر. فقال: كر وأنت حر. فكر وأبلى بلاء حسنًا يومئذ، فادعاه أبوه بعد ذلك وألحق به نسبه.

وقد بلغ الأمر بهذا الفارس الذي نال حريته بشجاعته، أنه دوخ أعداء عبس في حرب داحس والغبراء، وهو ما دعى الأصمعي إلى القول بأن عنترة قد أخذ الحرب كلها في شعره، وبأنه من أشعر الفرسان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015