ومن أهم هذه النماذج التي صدرت عن الأساطير اليونانية نموذج "برومسيوس" أو الفطن الذكي، وأصله في الأساطير اليونانية إله من آلهة النار، وهب الناس النار على الرغم من "سايوس" كبير الآلهة، فأقصي عن مملكة السماء وخلفه فيها "يفستوس" الذي فوض إليه أمر عقابه على جبل القوقاز، حيث صلب.

ويتحدث عنه "هزل" في قصيدته "الأعمال والأيام" على أنه الرحيم الذي يرعى الناس، ويرى فيه أفلاطون في " بيتاجواس " أو "فيثاغورث" أنه أب لكل الأجناس البشرية، وفي هذا تقرب شخصيته من آدم أبي البشر في الديانات السماوية.

وأقدم من عالج الموضوع في المسرحيات الشاعر اليوناني "أسخيدوس" في مسرحيته "بروسيوس" في القيد و"جوميوس" الطليق وفيهما يفخر بما فعله من خير في سبيل إسعاد جنس البشر المسكين البائس، ويأبى الخضوع "لذي زايوس" ورسله. ومن أشهر من عالجوا الموضوع بعده "جوته" في مسرحيته التي لم تكتمل وعنوانها: "برومسيور".

ومن أحدث من تناولوا تصوير الشخصية "برومسيوس" وحوروا فيها تحويرًا كبيرًا "أندريه جيد" في ملهاته الهجائية عن "برومسيوس" وفيها ترى "برمسيوس" رجلًا عصريًّا على منضدة في قهوة في باريس، بجانب "كوكليه" و"داموكليه" وأحد هذين الضحية لثري من أرباب المصارف المالية، غامضٌ في سلوكه، واسمه "زايوس" والآخر مدين "لزايوس" بالجميل.

وفي أدبنا العربي صدى لهذه الشخصية بالشعر الغنائي إذ يتخذه المرحوم أبو القاسم الشابي في ديوانه "أغاني الحياة" رمزًا للشاعر المتعالي بآلامه، الصُّلب الذي لا يلين:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015