لشوقي، فهي تميل كفة الموقف في تفضيلها وردًا، فتتحكم بذلك عن طريق مباشر في مصيرها وفي مصير قيس.
وأضعف صور هذه القوة: أن تَأتي من خَارِج المَسْرحِيّة كتَدخل الآلهة في المسرحيات اليونانية القديمة، أو تدخل ملك مسرحية "ترتوف" لمولير، وأخيرًا تأتي قوة الأعوان أو المساعدين لأي قوة من القوة السابقة في صورة شخصيات، تنضم إلى أية قوة منها؛ فابن عوف بمثابة عون لمجنون ليلى، ونصيب بمثابة عون للمهدي و"إلكترا" عون لـ"أورست".
وقد يؤدي حذف العون أو المساعد حذفًا فنيًّا إلى اكتساب المسرحية قوة وروعة، حين يشيع في جوها انتظار المساعد الذي لا يَحْضُر أو العون الموهوم الذي لا وجود له، وقد يُرجع إليه المؤلف جوهر تصوير الفني في مسرحيته، وذلك مثل جودو في مسرحية "في انتظار جودو" لصموئيل بكت.
ومن القضايا المحببة للرومانتيكيين: أن يبدو البطل وحيدًا دون عون مفيد، مثل "جون فانجان" في قصة البائسين لـ"فيكتور هوجو" وعلى الأخص غادة الكاميليا في المسرحية والقصة التي تحمل اسمها لألكسندر "دومالبن" ومن المسرحيات الكلاسيكية الخالدة "ملهاة عدو المجتمع" "لموليير" وفيها نرى البطل يفقد ثقته فيمن حوله قليلًا قليلًا، حتى يصير أخيرًا وحيدًا؛ لأنه شديد التعلق بالصدق والصراحة، وهو ما يفتقده عبثًا في مجتمعه الحافل بالنفاق والرياء، وقد فقد كل معارفه وأصدقائه وأخيرًا ينفر من حبيبته ومن الناس جميعًا، ويعتزم الذهاب إلى مكان نائ في الأرض، حيث يتوفر له حرية الرجل الشريف، وهذا هو خلق "آلسست" بطل المسرحية السابقة.
ويمضي هلال قائلًا: لا نقصد من إحصاء القوى السِّتْ السَّابقة: أنّ كل مسرحية مثلًا لا بد أن تحتوي على ست شخصيات، ممثلة لهذه القوى؛ فقد وضح ما