وراحة البال، أهو في الوصول إلى الحقيقة المطلقة التي لا يمكن لبشر بلوغها؟ أم في عمل الخير ونبل المشاعر؟! ذلك أن "فاوس" قد ظن في بداءة أمره أن في مستطاعه الوصول إلى الحقيقة المطلقة؛ ليكتشف بعد استحصاد تجاربه المرة الأليمة أن هذا أمر من الاستحالة بمكان، وأن سعادته ممكنة فقط عن طريق عمل الخير النافع للآخرين.

والأمر ذاته يَصْدُق على الموقف العام في مسرحية توفيق الحكيم "شهرزاد" ولكن في وضع معكوس، إذ كان "شهريار" قد سئم متعة الجسد وبهجة العاطفة وهو ما دفعه إلى البحث في السعادة في الدنيا الفكر المُجرد ليفشل هنا أيضًا، وهو ما يُوحي بأن السعادة ليست في تجاهل طبيعتنا الإنسانية، التي تَحتَاجُ إلى إشباع جوانبها المختلفة، وعدم تجاهل أي منها؛ فضلًا عن التركيز على جانب واحد فحسب.

كذلك فعلى كل شخصية من الشخصيات أن تعمل على الخروج من الموقف الخاص الذي تجد نفسها فيه، باتخاذ قرار أو سلوك ما.

والموقف العام في صورته التجريدية، هو: عبارة عن صدام بين قوى إنسانية تتصارع فيما بينها، وهذه القوى تُمَثّلها الشخصيات في موقفها الخاص، ويَسلتَزمُ الخاص ست صور من القوى كي تكتمل صورته العامة.

ونكتفي هنا بالوقوف عند القوة الخامسة والسادسة لضرب المثال ليس أكثر، فالقوة الخامسة من القوة من القوى المؤثرة في الصراع هي قوة الحكم، أو القوة التي تسد الموقف، وتميل كفته إلى ناحية من النواحي، وقد تتمثل في البطل ذاته، مثل شخصية "الأورست" و"عطيل" وقد تتمثل في الشخصية الممثلة للقوة الثالثة أي: الموفرة للخير المنشود مثل ليلى في مسرحية "مجنون ليلي"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015