زوجها الذي تحبه؛ لأنّها اعتقدت أنه خانها، وتفضي بمر شكواها إلى صديق، ولكن هذا الصديق لم يكن في الحقيقة سوى زوجها متنكرًا، وعلى سَمَاعِها يَذُوب زوجها رقة، ويجسوا أمامها في فيض من الدموع قائلًا: ها هو ذا زوجك جاس أمامك حيث يجب أن يموت، فدعيني غارقًا في دموعي، أكفر عما فرَط مني، وأنتقم لجمالك الفاتن من نفسي، وكانت هذه الدموع ألسنة الوفاق بينهما.

وقد سار من المسرحية للقصص هذا التقليد من بكاء أبطالها رقة لشبوب عواطفهم، يَقُصّ الكاتِبُ الإنجليزي "اشتيرن" في القرن الثامن عشر كيف كان يستمع في رحلته العاطفية إلى فتاة فرنسية فقدت حبيبها ثم أباها، وكادت تفقد على أثرهما عقلها، تشرح له قصة بؤسها، والدموع تنساب على خديها. يقول "اشتير": فجلست قريبًا منها، وتركتني "ماريا" أجفف دموعها كلما سالت بمنديلي، ثم أغمره بعد في دموعي، ثم في دموعها، ثم في دموعي، ثم في دموعها ثانية، وكنت أشعر أثناء ذلك بنشوة عاطفية تعجز الوصف، حتى إني على يقين من أنه لا يستطاع التعبير عنها في شعر ما، أو في أريحية ما، فأيقنت حينذاك أن لي روحًا لا تستطيع أن تحملني على جحودها كتب الماديين التي سممو بها العالم.

أما في مسرحية "زايير" للفيلسوف الفرنسي ""فولتيير" فالموقف الذي اتخذه بطلها هو الغيرة الطائشة المتعجلة، إذ بعدما يقتل بطل المسرحية حبيبته بالخنجر ظنًّا منه أنها تخونه، إذا به يكتشف أن الشخص الذي حسبه عشيقها، إنما هو في الحقيقة أخوها، مما يَدْفَعه إلى قتل نفسه فوق جثتها.

على حين أن الموقف العام في مسرحية "فاوس" لـ "جوته" إنّما هو التردد بين العقل والقلب، والحيرة الشديدة في معرفة أيهما هو السبيل إلى الحصول على السعادة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015