ويتخاصمون مع بعضهم البعض، والأسلوب القديم يكتفي في هذا الموضع بـ يتخاصمون، ولم آكل تفاحًا فقط بل وعنبًا أيضًا، بدلًا من لم آكل تفاحًا فقط بل أكلت تفاحًا وعنبا، وأنا مُعجبٌ به كروائي، ورأيته قبل أن مات بيوم، باستخدام الزمن الماضي في مات بدلًا من رأيته قبل أن يموت، وأرجح الرأي أنه قياسٌ على التركيب الإنجليزي في مثل هذه الجملة.

وهذا التركيب يكثر لدى الكتاب اللبنانيين فيما لاحظت، وسأذهب لزيارته دون أن أخطره، وإن كانت اللياقة الاجتماعية تقتضي خلاف ذلك أي رغم أن اللياقة الاجتماعية تقتضي غير ذلك، ومصر السادات وأمريكا بوش، تأسيًا بأساليب الغربيين في إضافة أسماء الدول إلى حكامها، ولون وحجم الكتاب، وهو تركيب موجود في العربية القديمة لكن على استحياء شديد، أما في العصر الحديث فيستعمل كثيرًا، وبخاصة في الكتابات الصحفية والقصصية، والرافضون لهذا التركيب يقولون: إن الصواب هو لون الكتاب وحجمه. ومنه أيضًا: لا أدري إن كان أو ما إذا كان سيأتي أو لا يأتي، اقتفاء بالأسلوب الإنجليزي والفرنسي " I dont now wther أو je na can ba see ' " ومنه كذلك: هو يتحدث لا عن تونس بل عن الجزائر، بدلًا من أن يقول: يتحدث عن الجزائر لا عن تونس، ومنه أيضًا: هو حريص على الذهاب إلى المدرسة لا لشيء لا ليهرب من قسوة أبيه، وليس ذلك فقط بل هناك كذا وكذا أيضًا.

ويُضاف إلى ما مَرّ الإكْثَارُ من الجُمل الاسمية حيثُ يستحسن الذوق العربي، استعمال الجملة الفعلية، وكذلك كثرة الجمل الاعتراضية وحذف "وقد" أو "وإن" من بدايات الجمل، كذلك في الكتابة العربية الآن كتابة مرسلة، لا سجع فيها ولا جناس ولا ازدواج ولا تورية إلا في النادر، ولقد غبر على أدبنا زمان كانت المحسنات البديعية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015