واللامعقول واللاشعور واللاوعي واللاجدوى وحالة اللاسلم واللاحرب ونقطة اللاعودة واللامتناهي مثلًا. على أنّ الأمر لا يقف عند حدود الألفاظ والصيغ بل تدخل فيه أيضًا التعبيرات والصور التي لم تكن تعرفها لغة الضاد من قبل، مثل: أعطاه الضوء الأخضر، والكرة الآن في ملعبه، ويُغرد خارج السرب، ووضع فلانًا على الرف، وشعر بالألم حتى النخاع، ودق طبول الحرب، ويصطاد في الماء العكر، وينشُر غسيله القذر أمام الناس، وأدار ظهره للمشكلة، وأعار فلانًا أذنًا صماء، وانطلق كالصاروخ، ويحدث هذا في أحسن العائلات، وسقط بين كرسيين، ويبحث عن الظُهر في الساعة الرابعة عشرة، ولكمه بقفاز من حرير، وألقى القفاز في وجهه، ويحارب وظهره إلى الحائط، وفلان على الهامش، وآلة الحرب الجهنمية، والعمليات الاستشهادية، وغسيل الأموال، ونجوم الفن، وغداء عمل، وابتسامة لزجة، والكرة الأرضية، والمياه الإقليمية، والفضاء الخارجي، وغزو الفضاء، وحقوق الإنسان ... إلى آخره. وهو بحر واسع وعميق.

وكثير من هذه التعبيرات والصور منقول نقلًا مباشرًا أو مقاربا عن اللغات الأجنبية. ويمكن التحقق من ذلك إذا رجعنا إلى أي معجم إنجليزي أو فرنسي أو ألماني عربي، ولسوف نجد تلك الأصول الأجنبية ترجمتها العربية، كما نستطيع التثبت أيضًا بالمقارنة بين المعاجم العربية المعاصرة، ونظيرتها القديمة، حيثُ نقع في الأولى على عشرات بل مئات التعبيرات التي تخلو منها الأخيرة، وهذه سُنّة كونية لا يختص بها لساننا وأدبنا، بل تخضع لها جميع اللغات والآداب. ويصدق هذا أيضًا على التراكيب إذ ثمة عدد منها قد استجد، ومن ذلك قولهم: لعب هو الآخر، أي: لعب هو أيضًا، وضرب كلاهما الآخر بدلًا من تضاربا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015