ونركز في السهل أرماح روما ... ونطلع أعلامها في اليفاع

بإذنك كليوباترا:

قيصر لا إذن لي ... أيأمر وينهى مَن لا يطاع

فصار بجسمانه كيف شئت ... فليس له اليوم منك امتناع

وما جثة الليث إلا لقى ... إذا الناب طاحت أو ظفر ضاع

يتقدم أوكتافيوس، ويرفع القناع عن وجه أنطونيو:

أوكتافيوس:

لقد حسم الموت ما بيننا ... وغض اللجاج وفض النزاع

فبحقي اليوم بل واجب ... علي أقدسه أن يضاع

أقبل ما قبل الغار منك ... وأهتف أنطونيوس الوداع

ومرة أخرى: هل كان هذا توارد خواطر بين الشاعرين الكبيرين، أم هل كان شوقي يجري في أعقاب الشاعر الإنجليزي الذي قرأ مسرحيته قبل أن يضع هو (مصرع كليوباترا)؟

وبالإضافة إلى هذه الملاحظات التي قمنا بها يذكر الدكتور محمد غنيمي هلال ملاحظات أخرى، منها أن شوقي في مشهد الوليمة، وهو يشغل معظم الفصل الثاني من مسرحيته قد تأثر بشكسبير، الذي جعل جوها كله مرحًا وشرابًا ورقصًا، وإن اختلف زمان الوليمة، ومكانها بين المسرحيتين، فعلى حين نجدها في مسرحية شكسبير مصنوعة في إيطاليا فوق ظهر سفينة، فإنها في مسرحية شوقي قد صنعت في الإسكندرية في قصر كليوباترا، كذلك نسمع أحد الجنود الرومان ينال من الملكة واصفًا إياها بالبغي، لما تلفظت من إهانة لروما، وهو ما نجده أيضًا في مسرحة الشاعر الإنجليزي، إذ يدعوها أحدهم في الفصل السادس والسابع من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015