تلك المسرحية بغيًّا، وللوليمة كما ذكر الدكتور هلال أصل فيما سجله قلم بلوتراك في كتابه المعروف.

أما شوقي فقد اختصر جغرافية مسرحيته على مصر وحدها، وبالتحديد على الإسكندرية وأرباضها، ولا أظن السبب في هذا تمسك شوقي بوحدة المكان المقننة في المسرح الكلاسيكي، كما يقول بعض من كتبوا عن هذه المسرحية، إذ إنه لم يتقيد في أي من مسرحياته عمومًا بالوحدات الثلاث على ما هو معروف، ولو كان يتقيد بهذه الوحدات لحصر أحداث مسرحيته هذه في أربع وعشرين ساعة، ولكنه مطها أطول من ذلك، فغطت الأيام التي تشمل وقعة أكتيوم البحرية بين أنطونيو وكليوباترا، وبين أوكتافيو وما تلَا ذلك وصولًا إلى انتحارها.

هناك أيضًا المناظر التي أبدع فيها شوقي شعرًا يمكن تحويله إلى قصائد غنائية شديدة مستقلة إذا أحببنا، وهو ما فعله في بعض الأحيان المطرب محمد عبد الوهاب، فمن ذلك قول كليوباترا مثلًا في وصف معركة أكتيوم:

شيرميون اهدئي فما أنت إلا ... ملك صيغ من حنان وبِر

أنت لي خادم ولكن كأنا في ... الملمات أهل قربى وصهر

إنما الخادم الوفي من الأهل ... وأدنى في حال عسر ويسر

اسمعي الآن كيف كان بلائي ... انظري كيف في الشدائد صبري

أيها السادة اسمعوا خبر الحرب ... وأمر القتال فيها وأمري

واقتحام العُباب والبحر يطغى ... والجواري به على الدم تجري

بين أنطونيو وأوكتافا يوم عبقري ... يسير في كل عصر

أخذت فيه كل ذات شراع ... أهبة الحرب واستعدت لشر

لا ترى في المجال غير سبوح ... مقبل مدبر مكر مفر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015