المنشودة من الأدب تام الكمال الذي يظهر في طريقة السرد، بينما يستمتع الرجل المجرب ما فيها من تأملات بارعة في الشخصية الإنسانية وفي الحياة، ولم يقم أي شخص باستثناء البعض ممن قدموا أفكارًا عن "لافنتوين" تبدو مناقضةً مثل "روسُّو" وبعض أدباء مذهب الرومانسي مثل "مارتين" بإنكار أن الجانب الأخلاقي في قصص "لافنتوين" الخرافية له نفس التجدد والقوة التي يتمتع بها الجانب الأدبي منها.
وهكذا أصبح كتاب "لافنتوين" من الكتب التي يتم تداولها بشكل شائع داخل فرنسا وخارجها؛ لأغراض تعليمية للأطفال أو للكبار من الأجانب، بغرض تعليمهم اللغة الفرنسية.
ومن الأدلة الواضحة على جودة هذا الكتاب حقيقة أن هذا الاستخدام لهذا العمل الأدبي الفريد أو سوء الاستخدام -إذا صح التعبير- لم يستطِع أبدًا أن ينتقص من شعبيته كعمل أدبي، وقد قدم عمل "لافنتوين" المعروف باسم "لي فابل" نموذجًا سار على نهجه من بعده كل من كاتب القصص الخرافية "إيجناسك كرانسسكي" من بولندا، و"إيفان كراينوخ" من روسيا.
أما عن رسالة "الصاهل والشاحج" للمعري، فقد كتب محي الدين اللاذقاني بصحيفة "الشرق الأوسط" بتاريخ الحادي والعشرين من فبراير، سنة ألفين واثنتين، تحت عنوان: "أمة في مواجهة العدوان من منظور البغل والثعلب والحصان" أن عنوان الكتاب هو اسما بطليها الصاهل والشاحج وهما الحصان والبغل، اللذان أجرى المعري أفكاره على لسانيهما، وأشرك معهما في رواية الأخبار الثعلب والحمامة، لكن بأسلوب يختلف عن حكايات (كليلة ودمنة) وتوزيع حكمها وأمثالها.