ونفس الشيء يقال عن الصلة التي يتصورها البعض بين أبي العلاء المعري و"لافونتين" الشاعر الفرنسي الذي كان يعيش في القرن السابع عشر الميلادي باعتبار كل منهما من مبدعي قصص الحيوان، فقد ناظر "لافونتين" ديوانًا كاملًا سماه "الخرافات" " La fable " نحا فيه منحى حكايات "إيسوب" و (كليلة ودمنة) وغيرهما، كما ذكر في إعلان عن ديوانه المذكور آنفًا، فعمله إذًا قصائد قصيرة يعرض في كل منها حكاية سريعة، أبطالها من الحيوانات والطيور وما إلى ذلك.

كما وصلنا عن المعري رسالة "الصاهل والشاحج" على لسان الحيوان أيضًا، إلا أن إبداع الشاعرين فيما عدا هذا التشابه العام الشديد العمومية، يختلفان اختلاف رسالة إخوان الصفا عن حكاية "إيسوب" كما أنه من غير المستطاع في الظروف الراهنة العثور على صلة تأثر وتأثير بين الشاعرين وإبداعيهما حسبما يتضح فيما يلي:

فبالنسبة إلى "لافونتين" كتب محرر المادة الخاصة به في النسخة العربية من موسوعة "اليوكبيديا" أن براعته التي تتميز بها موهبتُه تظهر في عمله المعروف باسم "لي فابل" أكثر من أي عمل آخر من أعماله، وسار الكثيرون على نفس درب "لافونتين" في كتابة القصة الخرافية وبخاصة ما يدور منها حول الوحوش، واستلهم الشاعر أعماله من أعمال كل من "إيسوب" و"هوراس" و"بوكاشيو" و"ايلستو" و"تاسو". كما استلهمها أيضًا من الأدب الهندي القديم مثل "البانش تنترى" وهي مجموعة من القصص الخرافية التي تدور على ألسنة الحيوانات. ولقد ذكر هو ذلك بنفسه إذ قال في إعلان له عن ذلك الديوان: هذا هو كتابي الثاني الذي يحوي قصصًا خرافية تدور على ألسنة الحيوانات أقدمه للجمهور، ولا بد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015