معقبًا: بأنه يريد أن يصور عين المرأة، وبالذات المرأة الحوراء، فاستعمل ظلالَ السحر لسواد العين عند انعكاسه على غابة النخيل، واستعمل أيضًا أشعة القمر وقد غاب إلا أقله عن الشرفة، وأن هذه اللفتة في الجمع بين ما هو معنوي وما هو حسي، لم تكن لتوجد في صور السياب إن لم يكن قد قرأ "شيلي" وتأثر به في معطيات صوره، وإن لم يمنع هذا في رأيه من أن السياب قد صور البيئة وتمثلها خيرَ تمثل في شعره، فصورة الخليج وصداه عنده تنم عن تقنية خارقة في توسيع الصورة وغناها:
أصيح بالخليج!!
يا خليج يا واهب اللؤلؤ والمحار والردى.
فيرجع الصدى كأنه النشيج.
يا خليج!! يا واهب المحار والردى.
هذه هي صورة الخليج والإنسان، صراع بين قطبين، أحدهما يحتاج الآخر، أو أحدهما هو الآخر نفسه، ولكن الخليج الذي يمنح المحار هو الخليج نفسه الذي يمنح الردى، وحين يصرخ الإنسان بالخليج، لا يعود له سوى الصدى؛ صدى الأرواح الأسطورية والهياكل العظمية، صدى رجال كانوا في يوم ما، فغاب اللؤلؤ وبقي المحار والردى.
ويخلص الكاتب إلى أن "شيلي" قد أثَّر في السياب، سواء في سبات الطبيعة التي يتولد منها البعث، أو في امتزاج الإنسان بعناصر الطبيعة، أو في استعمال عناصر الطبيعة الواقعية وإضفائها على معنويات البشر، أو في كل هذه الأشياء مجتمعة.
هذا عن السياب وتأثره بـ"شيلي".