وكان للأدب العربي الحديث هو أيضًا من حظه ونصبيه من الرومانسية، التي على أساسها قامت فيه عدد من المدارس الأدبية؛ كمدرسة الديوان ومدرسة أبوللو ومدرسة المهجر، بل إنّ مَدرسة الديوان ممثلة في زعمائها الثلاثة: العقاد، والمازني، وعبد الرحمن شكري. قد صدرت في نقدها لمسرحية شوقي وشعره ونثر المنفلوطي عن الرومانسية ومبادئها وتعاليمها، متأثرة في ذلك بالرومانسية الإنجليزية.
وتحت رايات هذه المدارس الأدبية في أدبنا العربي الحديث سطعت نجوم في سماء الشعر الرقيق الحالم، من أمثال الدكتور إبراهيم ناجي، وعلي محمود طه، وعبد القاسم الشابي، وعمر أبو ريشة، وصالح جودت، وخالد نعيم، ومن قبل هؤلاء جميعًا خليل مطران، ونورد فيما يلي مقتطفات من قصيدة شعرية تشيع فيها المعاني والأخيلة الرومانسية؛ لشاعر سوريا الملهم عمر أبو ريشة المتوفى عام 1990 ميلادية:
لمن تعسر الروح يا شاعر ... أما لضلال المنى آخر
أللحبِّ أين التفات الفنون ... إذا هتف الأمل العاسر
أللهو كم من دمية صغتها ... ومزقها ظفرك الكاسر
أللمجد ماذا يحس القتيل ... إذا أزور أو بسم العابر
أللخلد كيف ترد الذئاب ... وقد عضها جوعها الكافر
رويدك لا تسفحن الخيال ... ببيداء ليس بها سامر
أما يرقص الكون في صمته ... كما يرقص الحية الساحر
دع الحلم يخلب في ناظريك ... فموعده غدك الساخر
وبرغم خلو آدابنا القديمة من الرومانسية مذهبًا يتخذه الأدباء عن وعي وقصد، تبعًا لفلسفة يعتنقونها، وظروف تدفع جموعهم إليها، كما هو الحال في تاريخ