يرعَ الصهر الذي كان بينه وبين كليب، وقتله كي يضع حدًّا لبطشه وجبروته، وبالمثل فإن أخته "جليلة" تمثل المرأة العربية التي تقدس الحياة الزوجية، وتخلد إلى جانب زوجها مهما يكن الأمر، ومن ثم رأيناها تحاول منع أخيها كليبًا من قتل زوجها، رغم ما تعلمه من طغيان هذا الزوج وظلمة.

كذلك تصور لنا القصة حياة العرب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، بخلاف القصة الفارسية التي لم تأتِ بالكثير عن حياة الفرس خارجَ المجال السياسي.

ومن ناحية الأم نراها في القصة العربية سيدةً ذات قيم أخلاقية رفيعة، تحب زوجها وتحاول منع الفتنة، فتكتم في ضميرها ما قد يثير القلاقل بين ابنها وأخيها، أما الأم في القصة الفارسية فامرأة مرفهة تعيش في ترف وحرية، لا يهمها من أمر الدنيا سوى العشق والهيام، وتفرط في نفسها في سهولة، إذ تحب رستمَ، وتنام معه وتحمل منه، رغم أنها لم تكن قد رأتْه من قبل، بل إنها لتخبر ابنها بحقيقة أمرها مع رستم دون وازعٍ من الحياء.

هذا عن الأدب الفارسي.

أثر الأدب العربي في الأدب الملاوي

إن العصر الإسلامي في إندونيسا يبدأ حوالي عام 1400م، وفي ذلك الوقت أضحت الملاوية لغة التخاطب بين التجار العرب والهنود وبين سكان البلاد، وكانت في ذلك الوقت تُكتب بالحروف العربية قصرًا، وهذه اللغة الملاوية هي اللغة التي يستعملها الآن أهل إندونيسيا، لغة قومية لهم، وقد دخلتها من لسان الضاد ألفاظٌ وعبارات كثيرة جدًّا دينية وغير دينية، مثل: "بركة - آذان - غيب - جهاد - عبادة - هلال - فتوى - صلاة - مِنبر - مرتد - روح - عالم - حكاية - عبارة - حكمة - حق - هواء - نغم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015