كما يبدأ بعض كتابهم قصصهم بالبسملة والحمدلة وما إلى ذلك، وكثير من الأمثال الهوساوية تعكس تأثرًا بنظيرتها العربية أو تشبهها كثيرًا، كقولهم: ما يزرع الإنسان يحصده، إن خيرًا فخير وإن شرًّا فشر، والظن ذنب حتى لو صار حقيقة، وما يناله الإنسان أو يصيبه مكتوب منذ بدء الخلق، من حام حول البيت يوشك أن يدخله، لا تكون الأمور إلا بالنيات، وكل من يرحم غيره يرحمه الله، والكلام السيئ يفوق طعن السهام، وابن الحلال يلام والعبد ليس له إلا العصا، ولا تعطي الإنسان سهما فيعود ويطلقه عليك، ولا يذوق الإنسان عسل النحل حتى يذوق اللدغ، ومحبك لا يبصر عيبك، والعنزة المذبوحة لا يؤلمها السلخ، واختار الجار قبل الدار، والله أعلم بمن اتقاه.
وغني عن القول أن الأمثال المستشهد بها هنا قد ترجمت من الهوسا إلى العربية.
وفي الشعر الهوساوي نجد شعرًا تعليميًّا كثيرًا، وهذا النوع من الشعر ترجع بداية ظهوره إلى القرن السادس الهجري، حيث كان العلماء ينظمون العلوم المختلفة من فقه وتوحيد وتجويد ومعاجم، وهم متأثرون في هذا بالمنظومات التعليمية العربية كما هو واضح.
كذلك هناك الأشعار الوعظية والزهدية التي تعتمد في مادتها على القرآن المجيد، والحديث الشريف، وكتب التفسير، وتستمد كثيرًا من خيالاتها من الأدب العربي إلى جانب العناصر المحلية الإفريقية، ولدينا أيضًا المدائح النبوية، وهي متأثرة ببردة البوصيري المشهورة، وترتبط بتقاليد معينة وتهتم دائمًا بذكر المعجزات والبطولات الخاصة بنبي الإسلام -صلى الله عليه وسلم.
وعندنا كذلك شعر الاستحثاث الديني والوطني، حيث يعمل الشاعر بكل قواه على إيقاظ الناس وإشعال حماستهم، وإشعارهم بالفجوة الهائلة التي تفصل