صياد؟ قال: ألقيك في البحر إن كنت أقمت فيه ألفًا وثمانمائة عام، فأنا أجعلك تمكث إلى أن تقوم الساعة، أما قلت لك: أبقني يبقك الله، ولا تقتلني يقتلك الله، فأبيت قولي وما أردت إلا غدري؛ فألقاك الله في يدي فغدرت بك، فقال العفريت: افتح لي حتى أحسن إليك.
فقال له الصياد: تكذب يا ملعون، أنا مثلي ومثلك، مثل وزير الملك يونان، والحكيم رويان، فقال العفريت: ما شأن وزير الملك يونان، والحكيم رويان؟ وما قصتهما؟ إلى آخره.
وإنّ الإنسان ليتساءل عن السبب في هذا الصمت شبه التام الذي أحاط بهذا العمل، في الكتب العربية القديمة، رغم افتتان الأجيال الأخيرة به، وبخاصة في الغرب، ولعلّ المسئول عن ذلك أنّه لا ينتمي لأحد من الكتاب، لا المشهورين ولا غير المشهورين؛ إذ هو نَتَاجٌ شَعبيٌّ ليس له صاحب معين، بل كان كل من يقدر على الإضافة إليه يصنعُ ذلك حسبما تيسر.
وأغلب الظنِّ أنّه لم يكن هناك كتاب أصلًا على غرار الوضع الذي أمامنا الآن، وإنّما كانت الليالي تحكى شفاهيًّا، وتتناقل من جيل إلى جيل، على هذا النحو الذي كفل لكل مستطيع حرية الإضافة إليه، دون عائق؛ فهو كلام غير مثبت، ومن ثم لم يكن هناك حرج في الإضافة إليه، إذ من ذلك الذي كان من الممكن أن يعترض على مثل تلك الإضافات، والعمل لم يكن له صاحب كما قلنا.
لقد كان الطُّلاب يقصدون مؤلفي الكتب في تلك الأزمان، ويقرءونها عليهم، فيجيزونهم بها، إلا أنّنا في هذه الحالة لم يكن لدينا كتاب، ولا كان للعمل صاحب معين أصلًا، بل لقد ظلّ باب الإضافة مفتوحًا حتى بعد أن تم تسجيل النص كتابةً بزمن طويل، إذ تحتوي مثلًا ترجمة جالان، التي قام بها ذلك