بسم الله الرحمن الرحيم
الدرس التاسع
(ألف ليلة وليلة والموشحات وتأثيرهما على الأدب الغربي الحديث)
ألف ليلة وليلة، والموشحات، وتأثيرهما على الأدب الغربي الحديث:
"ألف ليلة وليلة" كما جاء في المادة المخصصة لها في الموسوعة العربية العالمية، هي: مجموعة من الحكايات التي روتها شخصية تُسمى شهر زاد للسلطان شهريار، وشهريار ملك عاين خيانة زوجته؛ فتحول إلى سفاح، يأخذ بكرًا كل ليلة، ويفترعها ثم يقتلها من ليلتها، حتى ضَجّ الناس وهربوا ببناتهم، ولم يبق في تلك المدينة إلا شهر زاد ابنة الوزير.
وشهر زاد حاكية هذه القصص شخصية قرأت الكتب، وسِيرَ المُلُوك وأخبارَ الأُمَم، قيل: إنها جمعت ألف كتاب من كتب التواريخ والشعر؛ فقالت لأبيها وزير السلطان: زوجني هذا الملك، إما أن أعيش، وإما أن أكون فداءً للبنات، وسببًا لخلاصهن؛ وكانت تَقُصّ عليه كُلّ ليلة حكاية، ثم تسكتُ عندما يُدركها الصباح عند موقف مشوق؛ مما جعل السلطان يستبقيها لسماع حكاياتها الباقيات.
وبفضل هذه الحكايات التي روتها شهر زاد، تحولت شخصية شهريار من شخصية شريرة، إلى شخصية خيرة، ومع أنّ المسعودي وابن النديم، يشيران إلى كتابٍ فارسي بعنوان "هزار أفسان" قريب الشبه في عنوانه وشخصياته الرئيسية بألف ليلة وليلة، إلا أنّ ألف ليلة وليلة بتقاليدها القصصية الشفهية التي تناقلتها الأجيال، واحتفاظها بصورة مميزة للحياة العربية ورموزها الحضارية عبر العصور، خصوصًا العصر المملوكي، تؤكد براعة المخيلة العربية، واستمرارية التقليد الشفهي القصصي، إلى أن تم تدوينها.