المصريين في الإصلاح، حتى في المجال الديني الإسلامي الذي كان يعمل فيه جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده. ومن الصحف التي أسستها هذه الجماعة صحيفة الأهرام وصحيفة المقطم.
ولما جثم الاحتلال الإنجليزي على صدر مصر خمد صوت المصريين الوطني، وأغلقت أكثر الصحف أبوابها، حتى إذا نشط الرأي العام من جديد، ونشطت معه الحركة الوطنية؛ عادت الصحافة إلى النشاط، فأنشأ الشيخ علي يوسف صحيفة المؤيد، وأنشأ عبد الله نديم صحيفة الأستاذ، ثم أنشأ مصطفى كامل صحيفة اللواء، واتخذت جماعة من المصريين صحيفة "الجريدة" لسانًا لها، وهي الجماعة التي تسمت باسم حزب الأمة. ويحاول الإنجليز مرارًا أن ينكلوا بصحافتنا؛ ولكنها تستمر رغم إنذاراتهم وقوانين مطبوعاتهم، ويستمر ظهور الصحف من مثل مصباح الشرق، غير الصحف الهزلية.
وتنكشف غمة هذا الاحتلال عن صدر مصر، ويوضع الدستور ويقام البرلمان وتنشأ الأحزاب المصرية، وتتعدد صحف كل حزب، ويتسع النشاط الصحافي إلى أقصى حد مما لا نزال نرى آثاره إلى اليوم.
ومع هذه الصحف صدرت مجلات متنوعة منها الأسبوعي والشهري، ومن أهمها: المقتطف التي أسسها أصحاب جريدة المقطم في القرن الماضي، والهلال، والسياسة الأسبوعية، والبلاغ الأسبوعي، والكاتب المصري، والكتاب، والرسالة، والثقافة.
وهذه المجلات المختلفة تنشر فصولًا طويلة في العلم -وخاصة مجلة المقتطف- وفي الأدب الغربي والعربي، وكان هذا هو الغالب على المجلات التي سميناها، وأخذت الجامعات المصرية منذ نشأتها تصدر مجلات دورية كل عام، تعالج فيها كل كلية أبحاثها الخاصة.
وإنما أطلنا في وصف هذا النشاط الصحفي لندل على أن تحولًا واسعًا أصاب أدبنا عن طريق هذه الصحافة؛ فإنها أخذت تعالج موضوعات سياسية واجتماعية واقتصادية لا عهد لأدبنا القديم المسجوع بها، فقد كان أدبًا لفظيًّا،