له السعادة المنشودة، فهمومه لا تزال تصيح في قلبه، وقد رسم خطوطها في لوحتين أو قصيدتين كبيرتين هما: "الأطلال" و"السراب". والأطلال قصة حب عاثر لعاشقين تحابَّا، وتقوض حبهما، فأصبح العاشق أطلال روح وأصبحت عشيقته أطلال جسد، ويصور ناجي وقائع هذا الحب كما حدثت على نحو ما نرى في قوله على لسان العاشق:

يا غرامًا كان مني في دمي ... قدرًا كالموت أو في طعمه

ما قضينا ساعة في عُرْسه ... وقضينا العمر في مأتمه

ما انتزاعي دمعة من عينه ... واغتصابي بسمة من فمه

ليت شعري أين منه مهربي ... أين يمضي هارب من دمه

أما قصيدة السراب، فهي قصيدة الهزيمة في الحب، وهي هزيمة لا حدود لها؛ إذ تشمل كل عَلاقاته الاجتماعية من مودة وصداقة. وهو يستغل عناصر الطبيعة في هذه القصيدة لتصور أحزانه ومتاعسه من مثل قوله فيها:

عندي سماء شتاء غير ممطرة ... سوداء في جنبات النفس جرداء

خرساء آونة هوجاء آونة ... وليس تخدع ظني وهي خرساء

وكيف تخدعني البيداء غافية ... وللسوافي على البيداء إغفاء

أأنتِ ناديتِ أم صوت يخيل لي ... فلي إليك بأذن الوهم إصغاء

ومن قصائده الطريفة في هذا الديوان قصيدته "رسائل محترقة"، وهو فيها يعاني من حب أخفق فيه، ويشتد به العناء والانفعال، فيهجم على رسائل صاحبته، ويحرقها منشدًا:

أحرقتُها ورميتُ قلـ ... ـبي في صميم ضرامها

وبكى الرماد الآدمـ ... ـي على رماد غرامها

وعلى هذا النحو نمضي في قراءة هذا الديوان، فلا نجد إلا الأنات والصيحات، وهي أنات وصيحات تقترن بإحساس الانعزال في الحياة، وأن الشاعر غريب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015