حسن المجالسة, وسوءها:
اعرف عوراتك, وإياك أن تعرض بأحد في ما ضارعها, وإذا ذكرت من أحد خليقة, فلا تناضل عنه مناضلة المدافع عن نفسه, المصغر لما يعيب الناس منه, فتتهم بمثلها, ولا تلح كل الإلحاح, وليكن ما كان منك في غير اختلاط، فإن الاختلاط من محققات الريب.
إذا كنت في جماعة قوم أبدًا, فلا تعمن جيلًا1 من الناس, أو أمة من الأمم بشتم, ولا ذم؛ فإنك لا تدري لعلك تتناول بعض أعراض جلسائك مخطئًا، فلا تأمن مكافأتهم, أو متعمدًا, فتنسب إلى السفه, ولا تذمن مع ذلك اسمًا من أسماء الرجال أو النساء, بأن تقول: إن هذا لقبيح من الأسماء, فإنك لا تدري لعل ذلك غير موافق لبعض جلسائك، ولعله يكون بعض أسماء الأهلين والحرم, ولا تستصغرن من هذا شيئًا، فكل ذلك يجرح في القلب, وجرح اللسان أشد من جرح اليد.
ومن الأخلاق السيئة على كل حال مغالبة الرجل على كلامه, والاعتراض فيه، والقطع للحديث.
ومن الأخلاق التي أنت جدير بتركها إذا حدث الرجل حديثًا تعرفه، ألا تسابقه إليه, وتفتحه عليه, وتشاركه فيه، حتى كأنك