وتدعو إليك منهم كل الذي تهاب.

فاشعب1 لمدارة ذلك من كتمان الهيبة, وإظهار الجرأة, والتهاون طائفة من رأيك.

وإن ابتليت بمحاربة عدوك, فحالف هذه الطريقة التي وصفت لك من استشعار الهيبة, وإظهار الجرأة, والتهاون، وعليك بالحذر, والجد في أمرك، والجرأة في قلبك، حتى تملأ قلبك جراءة, ويستفرغ عملك الحذر.

اعلم أن من عدوك من يعمل في هلاكك، ومنهم من يعمل في مصالحتك، وممنهم من يعمل في البعد منك.

فاعرفهم على منازلهم.

ومن أقوى القوة لك على عدوك، وأعزِّ أنصارك في الغلبة له، أن تحصي على نفسك العيوب والعورات, كما تحصيها على عدوك، وتنظر عند كل عيب تراه, أو تسمعه لأحد من الناس: هل قارفت ذلك العيب؟ , أو ما شاكله, أو سلمت منه؟.

فإن كنت قارفت شيئًا منه, جعلته مما تحصي على نفسك, حتى إذا أحصيت ذلك كله, فكاثر2 عدوك بإصلاح نفسك, وعثراتك, وتحصين عوراتك, وإحراز مقاتلك3,

وخذ نفسك بذلك ممسيًا ومصبحًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015