من يذكره، فإن هذا قد يستحيي منه بعض من لا يوصف بعقل، ولا كرم، ولكن احذر أن يكون في مجالستك إياه، وما تكلمه به، أو تستعينه عليه، أو تجاريه فيه، شيء من الاستطالة1، فإن الاستطالة تهدم الصنيعة، وتكدر المعروف.

احترس من سورة الغضب:

احترس من سورة2 الغضب، وسورة الحمية، وسورة الحقد، وسورة الجهل، وأعدد لكل شيء من ذلك عدة تجاهده بها من الحلم، والتفكر، والروية، وذكر العاقبة، وطلب الفضيلة.

واعلم أنك لا تصيب الغلبة إلا بالاجتهاد والفضل، وأن قلة الإعداد لمدافعة الطبائع المتطلعة، هو الاستسلام لها. فإنه ليس أحد من الناس إلا وفيه من كل طبيعة سوء غريزة، وإنما التفاضل بين الناس في مغالبة طبائع السوء،

فأما أن يسلم أحد من أن تكون فيه تلك الغرائز، فليس في ذلك مطمع، إلا أن الرجل القوي إذا كابرها بالقمع لها كلما تطلعت، لم يلبث أن يميتها، حتى كأنها ليست فيه، وهي في ذلك كامنة كمون النار في العود، فإذا وجدت قادحًا3 من علة، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015