العصبية، وشرف النسب والخلال الكريمة، وهذه خلال تضعف من الابن إلى الحفيد حتى إذا كان الرابع ابتعد عن طريقهم، وأضاع الخلال الكريمة الحافظة لبناء مجدهم، واحتقرها، وتوهم أن ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلف، وإنما هو أمر موجب لهم منذ النشأة بمجرد انتسابهم، فيربأ بنفسه عن أهل عصبيته ويرى الفضل له عليهم) (?) .
ورئيس القبيلة الناجح في إدارته هو الرئيس الفطن الذي يستمد رأيه من رأي أشراف القبيلة ووجوهها. ويمكن أن نطلق على هؤلاء تسمية (مجلس شورى، أو هيئة عليا، أو مشيخة القبيلة، أو كما أطلق عليه شعراؤهم مجلس السراة) ، ويقول الشاعر الجاهلي مبينا وظيفة هؤلاء (?) :
والبيت لا يبتنى إلا له عمد ... ولا عماد إذا لم ترس أوتاد
لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ... ولا سراة إذا جهّالهم سادوا
إذا تولّى سراة القوم أمرهم ... نما على ذاك أمر القوم فازدادوا (?)
لقد كان لهؤلاء «السراة» رقابة على الرئيس (الشيخ) ، ولهم مجامع للمداولة في شؤون الحرب والسلم، وأما مركزهم الذي يجتمعون فيه فهو بيت رئيس القبيلة أو البيوت التي يجلس فيها مساء للسمر (?) .
أما دستور القبيلة فهو مجموعة من التقاليد والأعراف الذي حفظته القبيلة من موروثات الاباء والأجداد، فهم يعتزون بهذه وَكَذلِكَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قالَ مُتْرَفُوها إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ [الزخرف: 23] ولعل هذا القانون ينحصر في كلمة (العصبية) إذ منها تنبع قواعده وأعرافه (?) .
ونلمح كذلك في التنظيمات القبيلة مجموعة من الأشخاص- غير الشيخ ومشيخة القبيلة (سراة القوم) - ولهم دور إداري بارز في حياة القبيلة منهم «العريف» (?) وهذا